يا أهل تونس الأحباب.. من منطلق حبي لكم، وخوفي عليكم.. لا تقبلوا بديلاً عن الإسلام! سيطرح أمامكم الغرب والعلمانيون والاشتراكيون والليبراليون آلاف البدائل والأطروحات، فلا تَرْضَوا عن الإسلام بديلاً.. دينك دينك لحمك دمك! قد يتلو هذا الاختيار معاناة.. بل عفوًا.. سيتلوه -حتمًا- معاناة! ولكنها معاناة في سبيل الله، فما أروعها! إنه جهاد في سبيل الله، فما أسماه! وإنه في النهاية عزُّ الدنيا وعز الآخرة.. نحن قوم أعزَّنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا العزَّة في غيره أذلَّنا الله.. أمامكم اليوم فرصة فلا تضيعوها.. اسمعوها منِّي يا أهل تونس: "الثبات على الثورة الآن أسهل ألف مرة من ثورة جديدة بعد عامين أو عشرة"! معنوياتكم اليوم عالية.. قلوب المسلمين كلها معكم.. تضحياتكم سهلة.. عدوُّكم ضعيف.. مبغضكم صامت.. هي فرصة.. لو ثبتُّم على ثورتكم حتى يتولَّى أمركم مسلمٌ يخاف الله ويتَّقيه، ويحرص على الشريعة ويحبُّها، ويتَّبع رسول الله r في كل خطواته، صار لكم فضل السبق، وحُزتم شرف الريادة، ونقلتم تجربتكم إلى الأُمَّة العطشى، التي اشتاقت أن تروي ظمأها بالإسلام.. ولو استعجلتم أمركم، واستراحت أجسادكم، فسرق أحدُهم ثورتكم، وجنى ثمرتكم، وتولَّى زمام بلدكم ذَنَبٌ من أذناب الغرب، أو شيوعيٌّ أو علماني، فلا أرى الأمر إلا نكسة كبيرة، وقد تُورِث إحباطًا في جسد الأمة بكاملها.. فاللهَ اللهَ في دينكم.. والله الله في أمَّة الإسلام.. والله الله في أنفسكم وأهليكم.. فاعملوا في الدنيا، وعيونكم على الآخرة.. وإنها لجنَّةٌ أبدًا، أو نار أبدًا.. وأسأل الله عز وجل أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.